لأنّ المجموع لم يخالف المتواتر بين المسلمين والمقروء عندهم على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ؛ لأنّ الرسول لم يكن يسمح لأحد أن يُقرِئ الناس إلاّ بعد أن يُقرَأ عليه تلك الآيات ، وهذا ما قاله زيد بن ثابت.
أي أنّه (صلى الله عليه وآله) ـ وكما قالوا ـ كان يصحّح القراءات واللهجات الموجودة عند الصحابة آنذاك.
ومن الطبيعي أن تكون القراءة الصحيحة هي المكتوبة والموجودة في بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) والتي كتبها الإمام عليّ عليهالسلام في حياته (صلى الله عليه وآله) ثمّ جمعها من بعد وفاته بين الدفّتين.
فهم من أجل أن ينكروا على الإمام هذه الفضيلة التي يشهد بها القاصي والداني والموافقة للعقل والمنطق والفطرة السليمة والتاريخ الصحيح ، فتراهم يريدون تخطّي فضيلة عليّ عليهالسلام في جمع القرآن ناسبين إليه خلاف ذلك ، وقوله في أبي بكر : رحم الله أبا بكر ، هو أوّل من جمع بين اللّوحين!!.
وبتأمل بسيط يشهد الباحث بأنّ أمير المؤمنين هو الأولى بجمع القرآن من أبي بكر ؛ لأنّه عدا كونه أوّل كتّاب الوحي هو صهر الرسول (صلى الله عليه وآله) ، وزوج البتول عليهاالسلام وابن عمّه وهو أوّل القوم إسلاماً ، فهو الحريّ بجمع القرآن لاغيره ؛ لأنّه عدله وأحد الثقلين وأعلم الصحابة بالتنزيل والتأويل وشأن النزول.
وقد صرّح الإمام عليهالسلام بأنّه اختصّ بخصائص لم تكن عند غيره من