وقواعده وأسسه حتّى فاقوا غيرهم في ذلك ، فساهموا في خدمة التراث وحقّقوا آثاره ووضعوا أسس التحقيق العلمي وعالجوا مشكلاته وذلّلوا صعابه وصحّحوا أخطاء النصوص تصحيفاً وتحريفاً وفتحوا مغاليقها وكانوا ولازالوا هم القدوة في هذا المضمار ، واعترافاً بالجميل لابدّ هنا وفي هذه العجالة من ذكر بعض المتأخّرين في هذا المجال كالشيخ آقا بزرگ الطهراني والسيّد عبد العزيز الطباطبائي والسيّد صادق بحر العلوم والسيّد حسن الصدر والأستاذ حسين علي محفوظ وغيرهم من المتقدّمين والمتأخّرين (رحمهم الله) ، وهذا لا يعني أنّنا نغمط حقّ الذين ساهموا في هذا المجال من أمثال زكي باشا وأحمد شاكر وعبد السلام هارون وصلاح المنجد والمستشرقين من أمثال نولدكه وجولدتسيهر وبرجستراسر.
إلاّ أنّ الذي يمعن النظر في واقع التحقيق اليوم يجد أنّ هذه الحركة تعرّضت إلى العديد من النكسات وأهمّها تطفّل بعض أصحاب القلم على هذا الفنّ حيث أقحموا أنفهسم في هذا المجال ، مضافاً إلى غياب النقد والناقدين لتصحيح الأخطاء وتعديل المسار ، والاجترار والتكرار في الكثير من الأعمال التحقيقية ، وعدم الالتفات إلى المناهج العلمية في تحقيق التراث من اقتناء المخطوط وأصوله وأسسه وقواعده وعدم الاطّلاع على هفوات الآخرين والتي تناولتها العديد من الكتب والمجلاّت التي تعنى بهذا المجال نقداً وتحليلا.
هيئة التحرير