وعن ابن عباس انه قال انهم يسئلون الرد الى الدنيا فيقال وانى لهم الرد من مكان بعيد اى من الاخرة الى الدنيا .. (وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ) اى بالله وقد مر ذكره او بمحمد وقد ذكر بقوله ما بصاحبكم او بالقرآن المذكور بقوله جاء الحقّ او بالعذاب المفهوم من قوله أخذوا والجملة حال من فاعل قالوا (مِنْ قَبْلُ) ذلك الوقت فى أوان التكليف (وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ) (٥٣) اى من جانب بعيد من امر النبي صلىاللهعليهوسلم وهو الشّبه الذي تمحلوها فى امر الرسول صلىاللهعليهوسلم وحال الاخرة كما حكاه من قبل ولعله تمثيل لحالهم فى ذلك بحال من يرمى شيئا لا يراه من مكان بعيد لا محال الظن فى لحوقه قال مجاهد يرمون محمدا صلىاللهعليهوسلم بما لا يعلمون يقولون شاعر ساحر كذّاب بلا تحقيق هذا تكلم بالغيب وقال قتادة يرمون بالظن يقولون لا بعث ولا جنة ولا نار وهذا معطوف على قوله وقد كفروا به على حكاية الحال الماضية او على قالوا فيكون تمثيلا لحالهم بحال القاذف فى تحصيل ما ضيعوه من الايمان فى الدنيا ـ. (وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ) من نفع الايمان والنجاة من النار او الرجوع الى الدنيا او كل ما يشتهيه الطبع من المأكولات والمشروبات وغيرها التي كانت لهم ميسرة فى الدنيا والظرف قائم مقام فاعل حيل او هو مسند الى مصدره اى حيل الحيلولة قرأ ابن عامر والكسائي حيل بإشمام الضم للحاء والباقون بإخلاص الكسر (كَما فُعِلَ بِأَشْياعِهِمْ) اى باشباههم من كفار الأمم الخالية (مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا فِي شَكٍ) من البعث ونزول العذاب بهم (مُرِيبٍ) (٥٤) موقع للريبة او ذى الريبة منقول من المشكك او الشاك نعت به الشك للمبالغة ـ تم تفسير سورة السبا من التفسير المظهرى فى العشرين من المحرم من السنة السابعة بعد الف ومائتين سنة ١٢٠٧ من الهجرة ويتلوه تفسير سورة الملائكة إنشاء الله تعالى وصلى الله على خير خلقه محمد واله وأصحابه أجمعين.