هذا المعنى فى المتعلق ودلالة المتعلق عليه فتكون كقرائن المجاز فى عدم دلالتها بنفسها على شيء لا فى نفسها ولا فى غيرها وانما تدل على ان المراد من اللفظ معناه المجازى سادسها ان هذه الحروف وضعت للدلالة على معانى متعلقاتها المحذوفة لا الموجودة لتعديتها وتعليقها بما بعدها فمعنى سرت من البصرة الى الكوفة سرت وابتدأت بالسير من البصرة وانتهيت الى الكوفة ولو كان معناهما هو الابتداء والانتهاء اللذان هما حالة بين السير والبصرة والكوفة للزم حصول التكرار من التصريح بالفعلين المذكورين وكانت العبارة مستهجنة مع انها من الحسن بمكان فمن تدل على الابتداء الذى يدل عليه لفظ ابتدأت وما اشبهه والى تدل على الانتهاء الذى يدل عليه لفظ انتهيت وما اشبهه وهكذا فصح انها تدل على معنى فى غيرها وانما وضعت كذلك طلبا للاختصار فى العبارة (سابعها) ان تكون موضوعة لمفاهيمها المقيدة بالامور المذكورة فى القول الثالث على ان يكون كل من القيد والتقييد خارجا عن المعنى معتبرا فيه ذكر ذلك بعض المحققين توجيها لقول من قال بوضعها للمفاهيم الكلية بما هى كلية بعد ان اختار غيره والى ذلك ذهب الاستاذ المصنف دام ظله واتقنه واحكمه بما لا مزيد عليه ولم يسبق اليه وبما ذكره اتضح بطلان سائر المذاهب فيها فقال (والتحقيق على ما يساعد عليه النظر الدقيق ان حال المستعمل فيه والموضوع له فيها) اى فى الحروف (حالهما فى الاسماء) فى كونه مفهوما كليا وانما قلنا (ذلك لان الخصوصية المتوهمة فى) الموضوع له والمستعمل فيه التى دعت القائل الى القول بكونه خاصا (ان كانت هى الموجبة لكون المعنى المتخصص بها جزئيا خارجيا) فالوجدان قاض بفساده ومخالفته للواقع (اذ من الواضح ان كثيرا ما لا يكون المستعمل فيه فيها) اى فى الحروف (الا كليا كما) فى قولك سر من البصرة الى الكوفة فانه يصدق على كل مكان يمكن الابتداء به والانتهاء اليه ولذا يحصل الامتثال من اى موضع سرى والى اى موضع انتهى (ولذا) اى ولعدم التمكن من انكار تحقق هذا الاستعمال بل ولعدم التمكن من دعوى المجازية فيه (التجاء بعض الفحول الى جعله جزئيا اضافيا)