السقيفة) (١).
وكان الحديث عند الشيعة في حالة تطوّر حتّى عصر الإمام الصادق عليهالسلام الذي بدأ التحرّك العلمي للشيعة بصورة واسعة وفعّالة ، وقد امتازت في هذا العصر بالذات رسائل خاصّة عرفت : بـ : (الأصول الأربعمائة) نحاول دراستها عسى أن تكون وافية القصد.
وقد بلغ النشاطُ الثقافي للشيعة القمّة في عصر الإمام الصادق عليهالسلام ، وذلك حيث تخلّلت فترةُ الانتقال بين الحكم الأموي والعبّاسي ، وارتفع الضغطُ السياسي عن الشيعة عموماً ، وتهافَتَ أهلُ العلم والمعرفة من كلّ جانب على مدرسة الإمام الصادق عليهالسلام حتّى بلغ الرواةُ عنه عليهالسلام أربعة آلاف رجل ، وانصرفَت طائفةٌ كبيرةٌ من هؤلاء لضبط ما روَوه عن الإمام عليهالسلام سماعاً في كتاب خاصّ في مواضيع الفقه والتفسير والعقائد وغيرها ، وقد اصطلح التاريخ الشيعي على تسمية هذه الكتب بـ : (الأصول) كما حصرها في (أربعمائة أصل) وهذا ما نعنيه بـ : (الأصول الأربعمائة).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) وقد طبع العديد من الطبعات.