الذكر المحفوظ قراءة جديدة في تاريخ جمع القرآن وما روي في تحريفه (٢) |
|
السيّد عليّ الشهرستاني
تكلّمنا في العدد السابق عن الإنزالين الدفعي والتدريجي للقرآن ، موضّحين معنى العرضة ، وما قيل عن ترتيب القرآن ، هل هو توقيفي أم اجتهادي؟ آتين بالروايات الدالّة على إشراف النبيّ(صلى الله عليه وآله) وجبريل عليهالسلام على ترتيب الآيات في السورة.
ثمّ أشرنا إلى وجود أقوال أربعة في جمع القرآن وتأليفه ، وبيّنا أوّله وهو جمع القرآن على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) وأنّه أمر بجمع ما نزل عليه إلى ذلك الحين ، مؤكّدين وجود مصاحف ناقصة للصحابة يقرؤون فيها ، وأنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله)أكّد على عدم تنجيسها ، وحملها إلى بلاد الكفر و ... ، وأنّ ما قالوه في تفسير جمع القرآن بأنّه يعني الحفظ لا الكتابة ، هو باطل.
قالوا بذلك لسلب فضيلة جمع القرآن للإمام عليٍّ عليهالسلام وإعطائها لآخرين ، مع أنّه الأولى بذلك ـ عدا كونه أوّل كتّاب الوحي ، وصهر الرسول(صلى الله عليه وآله) ، وزوج البتول عليهاالسلام ، وابن عمّه ، وأوّل القوم إسلاماً ـ وذلك لكونه عِدْل القرآن ، وأحد الثقلين ، والقائل : سلوني عن كتاب الله فوالله ما من آية إلاّ وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار.
ثمّ صاروا إلى التشكيك في روايات جمع الإمام للقرآن وتضعيفها ،