وحملها على الجمع في الصدور ، وأكثر من ذلك أنّهم رووا على لسانه أنّه قال : «أعظم الناس أجراً في المصاحف أبوبكر ، رحمة الله على أبي بكر هو أوّل من جمع كلام الله بين اللوحين»(١). وقوله في مصحف عثمان : «والله لو ولّيت لفعلت مثل الذي فعل»(٢).
والآن مع القول الثاني في الجمع والتأليف :
٢ ـ الجمع بعد وفاة رسول الله مباشرة بواسطة الإمام عليّ عليهالسلام :
عن أبي عبدالله الصادق عليهالسلام أنّه قال : «إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال لعليٍّ عليهالسلام : يا عليّ ، القرآن خلف فراشي في الصحف والحرير والقراطيس ، فخذوه واجمعوه ولا تضيّعوه كما ضيّعت اليهود التوراة ، فانطلق عليٌّ عليهالسلام فجمعه في ثوب أصفر ،ثمّ ختم عليه في بيته وقال : لا أرتدي حتّى أجمعه ، فإنّه كان الرجل لَيَأْتيه فيخرج إليه بغير رداء حتّى جمعه ، قال : وقال رسول الله(صلى الله عليه وآله) : لو أنّ الناس قَرأوا القرآن كما أُنزل ما اختلف اثنان»(٣).
وعنه عليهالسلام أيضاً ، عن أبيه ، عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام : «ما أحد من هذه الأمّة جمع القرآن إلاّ وصيّ محمّد(صلى الله عليه وآله)»(٤).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) المصاحف ١ / ١٥٤ الرقم ١٧ و ١٨ و ١٩ ، تاريخ دمشق ٣٠ / ٣٨٠ ، ٣٨١ ، تاريخ الإسلام ٣ / ١١٥ ، تاريخ الخلفاء : ٨٦.
(٢) أنظر البرهان للزركشي ١ / ٢٤٠ ، الاتقان للسيوطي ١ / ١٦٦ ، تاريخ دمشق ٣٩ / ٤٤ ، ٢٤٦ ، ٢٤٨ ، تاريخ ابن شبة ٣ / ٩٩٥.
(٣) تفسير القمّي ٢/٤٥١ وعنه في بحار الأنوار ٨٩/٤٨/ح ٧.
(٤) تفسير القمّي ٢/٤٥١ وعنه في بحار الأنوار ٨٩/٤٨/ح ٥ ، وفي بصائر الدرجات : ٢١٤ ح ٥ من الباب ٥ بسنده عن الباقر عليهالسلام قال : «ما أجد أحداً من هذه الأمّة من جمع القرآن إلاّ الأوصياء».