وعن الباقر عليهالسلام أيضاً : «ما ادّعى أحد من الناس أنّه جمع القرآن كلّه كما أُنزل إلاّ كذّاب ، وما جمعه وحفظه كما نزّل الله تعالى إلاّ عليّ بن أبي طالب والأئمّه من بعده»(١).
وقوله عليهالسلام : «ما يستطيع أحد أن يدّعي أنّ عنده جميع القرآن كلّه ظاهره وباطنه غير الأوصياء»(٢).
وهذه النصوص تؤكّد أنّ القرآن غير مجموع كاملاً على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، ممّا دعى النبيّ(صلى الله عليه وآله) أن يكلّف الإمام أمير المؤمنين عليّاً عليهالسلام أن يجمعه بين الدّفتين ؛ لأنّ تنفيذ هذه المهمّة وإكمالها لا يتمّ إلاّ بيد وصي محمّد(صلى الله عليه وآله)وهو عليّ ابن أبي طالب عليهالسلام.
نعم ، إنّها كانت مكتوبة في صحف ، على أشكال مختلفة في الحرير والقرطاس والعسب والكتف ، ورسول الله(صلى الله عليه وآله) أراد من الإمام أن يوحّد شكلها ونظمها ، وأن يجمعها ما بين اللّوحين مع تفسيرها النبويّ.
وقد ذكر الأُستاذ عزّة دروزه في كتابه (القرآن المجيد) الخبر الآنف المروي عن الإمام الصادق عليهالسلام ثمّ قال : «وهذا يفيد أنّ القرآن كان يدوّن على وسائل الكتابة المعروفة ، وكان مدوّناً كذلك في حياة النبيّ ، وكان النبيّ يُعْنَى بحفظه في بيته»(٣).
كما يؤكّد خبر وصية رسول الله(صلى الله عليه وآله) لعليٍّ عليهالسلام في أمر جمع القرآن ما رواه العيّاشي في تفسيره في ذيل رواية : «قال عليّ : إنّ رسول الله أوصاني إذا وارَيْتُهُ في حفرته أن لا أخرج من بيتي حتّى أؤلِّف كتاب الله ؛ فإنّه في
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) أصول الكافي ١ / ٢٢٨/١ ، باب أنّه لم يجمع القرآن كلّه إلاّ الإئمّةعليهمالسلام.
(٢) اُصول الكافي ١ / ٢٢٨.
(٣) نصوص في علوم القرآن ٣ / ٤٣٦ عن كتاب دروزه.