جرائد النخل وفي أكتاف الإبل ...»(١).
وجاء في تفسير الآية (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا) : أنّ المراد بالكتاب هنا أجزاء القرآن المتفرّقة والّتي كانت في دار النبيّ(صلى الله عليه وآله) فورثها منه عليّ عليهالسلام وجمعها وورثها من عليّ عليهالسلام الأئمّة عليهمالسلام من بعده ، رواه المحدّث البحراني عن ابن شهرآشوب عن الإمامين الصادق والباقر عليهمالسلامفي تفسير (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا) أنّهما قالا : «هي لنا خاصّة وإيّانا عنى»(٢).
وقال الطبرسي بعد نقله الأقوال : «وهذا أقرب الأقوال ؛ لأنّهم أحقّ الناس بوصف الاصطفاء والأجتباء وإيراث علم الأنبياء ، إذ هم المتعبّدون بحفظ القرآن»(٣).
وإنّي نظراً لحساسيّة الموضوع كان عليّ أن آتي أوّلاً بالأخبار الموجودة في كتب الشيعة الإمامية عن مصحف الإمام عليٍّ عليهالسلام ، ثمّ أقوال علمائهم فيه ، وبعدها أذكر روايات الجمهور وأقوال علمائهم في ذلك كي أكون موضوعيّاً وشموليّاً في بحثي ، ولا أنحاز لطرف دون آخر.
وإليك الآن الروايات في كتب الإمامية :
* في بصائر الدرجات للصفّار (ت ٢٩٠ هـ) بإسناده عن سالم بن أبي
سلمة ، عن الإمام الصادق عليهالسلام ... أنّه : «أخرج المصحف الذي كتبه عليّ عليهالسلام وقال : أخرجه عليّ عليهالسلام إلى الناس حيث فرغ منه وكتبه فقال لهم : هذاكتاب الله كما أَنزل اللهُ على محمَّد وقد جمعته بين اللَّوحين ، قالوا : هو ذا عندنا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) تفسير العيّاشي ٢/٦٦ ، وعنه في بحار الأنوار ٢٨/٢٢٧/ح ١٤.
(٢) مناقب بن شهرآشوب ٣ / ٢٧٤ ، وسائل الشيعة ٢٧ / ٢٠٠/٣٣٥٩٠.
(٣) تفسير مجمع البيان ٨ / ٢٤٥.