التحريف فيه.
فقد قال القيسي (ت ٤٣٧ هـ) في كتابه الإبانة عن معاني القراءات عن سبب جمع عثمان للقرآن في مصحف واحد :
«إنّ الصحابة كانوا يختلفون في قراءاتهم بألفاظ مختلفة في السمع لا في المعنى ، وفي السمع والمعنى(١) ، مخالفة للخطّ وغير مخالفة بزيادة ونقص(٢) ، وتقديم وتأخير ، واختلاف حركات وأبنية ، واختلاف حروف ، ووضع حروف في موضع أحرف أخرى»(٣).
وقال الأُستاذ عزّة دروزة :... ثانياً أنّ هناك روايات كثيرة عن وجود اختلاف في ترتيب مصاحف بعض الصحابة وعن كلمات زائدة ، كتبت في بعض المصاحف ولم تكتب في المصحف المتداول ، وعن آيات كانت تقرأ ولم تكتب كذلك هي هذا المصحف ، ممّا يفيد أنّ النبيّ توفّي ولم يكن القرآن قد جمع ورتّب أيضاً :
١ ـ فمن الروايات التي أوردها السيوطي نقلا عن كتب علماء القرآن والمصاحف : أنّه كان لكلّ من أبيّ بن كعب وعبدالله بن مسعود ـ وهما صحابيّان وعالمان في القرآن ـ مصحف ، وأنّ ترتيب سُوَر كلٍّ منهما مغاير
__________________
(١) كقراءة (يسيركم وينشركم) أو قراءة (لمستم أو لامستم).
(٢) مثل : (وما خلق الذكر والأنثى) أو (والذكر والأنثى) بنقص لفظ (ما خلق).
(٣) مثل : طلح منضود وطلع منضود ، الإبانة عن معاني القراءات للقيسي : ٥٠ كما في نصوص في علوم القرآن ٣ / ٢٠٨.