وأمّا الكليني فهو وريث المتكلّمين من أئمّة المحدّثين ، والرعيل الأوّل في الفقهاء الروحانيّين ، من عمد الدين وأركان المذهب ، هو الذي ارتحل من كلين ـ الريّ وما أدريك ما الريّ؟ وَلُودة المحدّثين ، وليطلب الرواية ويدعو الناس إلى الاعتصام بذمام السنّة الشريفة ، وغاص في عالم فسيح من المعرفة لينظم الكافي كافياً شافياً ، أنموذجاً موثّقاً يرقى بين عنوانات المحدّثين إلى جنب صحيح البخاري ومسند أحمد وموطّأ مالك وخلاصة (الأصول الأربعمائة) عند الإمامية وكفاه.
وأمّا أنا وأعوذ بالله من (أنا) (إنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي) فالقصور يمشي على قدمين ليدلف إلى اروقة (تراثنا) والتقصير مجسّداً في اثنتين : فيّ وفي هذه الوريقات ، وما عساي إلا أن تنال رضا مصدر الكافي الأعظم (محمّد) الأسوة الحسنة والرحمة المهداة.
والله أدعو ببركة (الكافي) أن يكفينا المهمّ كلّه.
والله أسأل ببركة (الكليني) أن لا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين أبداً فإنّه الكافي لا كافي سواه ومنه تعالى نستمدّ الاعتصام.