ذلك ، فإنّه عالجها بحكمة المتكلّمين ومنهج العقائديّين ، ألا ترى أنّ لديه إرثاً ضخماً من مدرسة الريّ ثمّ صقلتها مدرسة بغداد ، وكان شديد الغيرة على العقائد الاسلامية يتجلّى ذلك في كتابه الردّ على القرامطة(١) ، ولعلّك بمنتهى اليسر تعثر على هذه المباحث من خلال كتاب التوحيد وكتاب الحجّة من أصول الكافي.
إنّ انتقائيته لهذه الروايات ـ نبوية أم إمامية ـ ينمّ عن مقدرة كبيرة في هذا المتّجه :
«عن اسحق بن عبد العزيز بن أبي السفاتج عن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام قال : سمعته يقول : إنّ الله اتّخذ إبراهيم عليهالسلام عبداً قبل أن يتّخذه نبيّاً واتّخذه نبيّاً قبل أن يتّخذه رسولاً واتّخذه رسولاً قبل أن يتّخذه خليلاً واتّخذه خليلاً قبل أن يتّخذه إماماً فمن عظمها في عين إبراهيم قال : يا ربّ ومن ذرّيتي ، قال : لا ينال عهدي الظالمين»(٢).
__________________
(١) يلاحظ : مبحث كتبه ومؤلّفاته.
(٢) أصول الكافي/ كتاب الحجّة باب طبقات الأنبياء والرسل والأئمّة/ ٤٣٨.