شموليتها(١) ، وقد ورد أنّ الإمام الثامن الرضا عليهالسلام قد كتب على ظهر العهد الذي عهده إليه المأمون العبّاسي بخصوص ولاية العهد ما يشير إلى وجود تلك الصحيفة عنده(٢).
ومن المفارقات اللافتة للتأمّل أنّ البخاري في صحيحه اعتمد على روايات تلك الصحيفة في كتاب : (الجهاد) ، (الديات) ، (الحجّ) ، (الجزية) ، وبعض الأبواب الأخرى(٣) ، إضافة إلى الصحاح والمسانيد الأخرى كصحيح مسلم ومسند أحمد والقرطبي والبغدادي(٤).
وكذلك كانت مدوّنة عبد الله بن عبّاس حبر الأمّة الذي كان مغرماً بالكتابة ، ومن تلاميذه التابعي الجليل الشهيد سعيد بن جبير رضياللهعنه.
وأوّل من دوّن الأحاديث بعد الإمام عليّ عليهالسلام هو أبو رافع القبطي مولى رسول الله(صلى الله عليه وآله) الذي شهد مع النبيّ مشاهده ثمّ لازم بعده عليّاً عليهالسلام وصار صاحب بيت ماله في الكوفة ، وقد رتّب أبو رافع الحديث على الأبواب فاشتُهر بكتابه في السنن والأحكام والقضايا.
ثمّ كانت أبرز المدوّنات : الكتاب المنسوب إلى الصحابي الجليل سلمان المحمّدي الفارسي (ت٣٧هـ) ، والمسمّى بحديث الجاثليق(٥) ، وكتاب
__________________
(١) علوم الحديث الشريف/ بحث في كتاب حضارة العراق/ج٧.
(٢) أعيان الشيعة ١/٣٣٠.
(٣) أضواء على السنّة المحمّدية : ٩٥.
(٤) نفس المصدر السابق.
(٥) الجاثليق : مبعوث ملك الروم إلى الرسول(صلى الله عليه وآله).