ميثم التمّار وهو من خواصّ الإمام علي عليهالسلام وتابعيه ، وكتاب سليم بن قيس الهلالي ، قيل إنّ الإمام علي بن الحسين عليهماالسلام قال بعد أن قرأ الكتاب بتمامه : «هذه أحاديثنا صحيحة».
ثمّ كتب علي بن أبي رافع القبطي وهو من التابعين جملة من الأحاديث المتّصلة بالوضوء والصلاة وغيرهما من أبواب الفقه وجمعها على شكل كتاب(١) ، وتتابعت المصنّفات بعد ذلك حتّى قال الشيخ المفيد :
«صنّفت الإمامية من عهد أمير المؤمنين عليهالسلام إلى عصر أبي محمّد الحسن العسكري عليهالسلام أربعمائة كتاب تسمّى بالأصول»(٢). وسمّيت بعد ذلك بـ : (الأصول الأربعمائة) ، وذلك خلافاً لبقية المدوّنات لأنّ جميع الأحاديث الواردة فيها قد سمعت مباشرة وشفاهاً من الإمام أو كان لها طريق واحد فقط بيّن الراوي والإمام(٣).
وحيث إنّ هذه الأصول الأربعمائة لم تخضع للمنهجة والبرمجة ولم يكن لها ترتيب أو تنسيق خاصّ لأنّ جلّها من إملاءات المجالس وجوابات المسائل النازلة المختلفة فقد عمد ـ وبعد تنامي الحركة العلمية ونشاطها ـ عدد من أقطاب الإمامية إلى تأليف بعض المجاميع الحديثية القائمة على
__________________
(١) مشروعية تدوين الحديث ، علوم الحديث الشريف.
(٢) معالم العلماء.
(٣) الذريعة ٢/١٦٤.