المبحث الثالث
تأثير الكافي فيما بعده
لولا تصدّي هؤلاء المحدّثين والشيوخ من أقطاب مدرسة آل البيت عليهمالسلام ومنهم شيخنا الكليني إلى جمع وتدوين الأحاديث الشريفة لاندرست ثروتنا التشريعية أو معظمها ولآل أمرها إلى الضياع.
وبلغ الأمر من عنايتهم بهذه الموسوعة الحديثية ـ أي الفقهاء والعلماء والمحدّثون ـ أن تعاهدوها بالاستنساخ والطبع والترجمة والشروحات وتعليقات الحواشي عليها ، ومن اهتمامهم الفائق بها أن درسوا بعضا من أمورها وأبوابها ، وكذلك اختصروا بعض أحاديثها ، فما أعهد المصنّفات الحديثية في مختلف الأدوار بعده إلاّ واعتمدته ، نورد بعضاً منها أنموذجاً :
ـ الصدوق (ت٣٨١هـ) في من لا يحضره الفقيه.
ـ الطوسي (ت٤٦٠هـ) في التهذيب والاستبصار.
ـ الفيض الكاشاني (ت١٠٩١هـ) في الوافي.
ـ الحرّ العاملي (ت١٠٤٢هـ) في وسائل الشيعة.
ـ المجلسي (ت١١١هـ) في بحار الأنوار.
ـ عبد الله الكاظمي (ت ١٢٤٢ هـ) في جامع الأحكام.
وما يصدق على كتب الحديث يصدق على الفقه والفقهاء فقد أورد