المشتق
المراد من المشتق
اختار الأصوليون لهذا الفصل اسم المشتق ، وجعلوه عنوانا له ، والمشتق في عرف النحاة إخراج الكلمة من مصدرها ، كإخراج المسافر من السفر ، وليس هذا موضوع البحث ، وفيما يلي البيان.
إذا أسندنا الى الذات اسما يمكن وصفها بمعناه ـ فلا يخلو هذا المعنى الموصوف به من كونه واحدا من الفروض التالية :
١ ـ أن يكون نفس الذات المسند اليها ، أو من مقوماتها بحيث تدور معه وجودا وعدما مثل المثلث له ثلاثة أضلاع ، والحجر جسم ، والانسان حيوان. وهذا النوع خارج عن موضوع البحث لما يأتي :
٢ ـ أن يكون خارجا عن حقيقة الذات ، ولكنه لازم لا ينفصل عنها كغريزة حب الذات والحرص على الحياة. وهذا خارج أيضا عن محل الكلام.
٣ ـ أن يكون عارضا على الذات ، ويمكن فصله عنها في الوجود بحيث ينقضي الوصف ، وتبقى الذات. وهذا النوع من صميم ما نحن بصدده ، ومنه يتضح السبب الموجب لخروج الفرض الأول والثاني ، ودخول كل ما يمكن حمله على الذات ، شريطة أن لا يكون ذاتيا ولا ملازما للذات ، مشتقا كان كالضارب والمضروب ، أو غير مشتق كالزوج وذي عيال ، أو اسم مكان كالمسجد أو اسم آلة كالمفتاح .. الى كل وصف لا يزول الموصوف بزواله.