أنّه قال : «نظرت إلى الهودج يوم الجمل وهو كأنّه قنفذ من النشّاب والنبل»(١). وعنه رواية انصراف الزبير في يوم الجمل بعد لقائه أمير المؤمنين عليهالسلام وتذكيره بما سمعه من رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، وقوله لولده عبد الله : إنّه لا يقاتل عليّاً أبدًا ، واتّهام ولده له بالجبن وردّه عليه(٢). ومن الروايات المهمّة التي وقفت عليها قوله : «شهد مع عليّ يوم الجمل ثمانون من أهل بدر وألف وخمسمائة من أصحاب رسول(صلى الله عليه وآله)»(٣).
وكان معه عليهالسلام بصفّين أيضاً ، ويوم شاور معاوية ابن العاص في شتم الأنصار بعد أن هجاه قيس بن سعد بن عبادة نصحه بعدم التعرّض لهم ، فأرسل معاوية إلى رجال من الأنصار فعاتبهم «منهم عقبة بن عمرو ، وأبو مسعود ، والبراء بن عازب ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى وخزيمة بن ثابت ، وزيد بن أرقم وعمرو بن عمير والحجّاج بن غزية»(٤) ، وطلب منهم كفَّ قيس بن سعد عن شتمه ، فلمّا أبلغوه قال : (إنّ مثلي لا يشتم ، ولكنّي لا أكفّ عن حربه حتّى ألقى الله)(٥). وروى عنه الشيخ الطوسي غير رواية تدلّ على مشاركته في معركة صفّين(٦) ، وروى ابن معين عنه في تاريخه أنّه : «لمّا كان
__________________
(١) الجمل : ٢٠٠.
(٢) تاريخ مدينة دمشق ١٨/٤١١ ، ٤١٢ برقم ٢٢٣٩ ، تاريخ الإسلام ٣/٤٩٠.
(٣) فضائل أمير المؤمنين (ابن عقدة) : ٨٧.
(٤) وقعة صفين : ٤٤٨.
(٥) المصدر السابق.
(٦) اختيارمعرفة الرجال ١/٣١٦.