ومن أنكر بلسانه فقد أجر ، وهو أفضل من صاحبه ، ومن أنكر بالسيف لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الظالمين السُّفلى ، فذلك الذي أصاب سبيل الهدى ، ونوّر في قلبه اليقين ، فقاتلوا هؤلاء المحلِّين المحدثين المبتدعين الذين قد جهلوا الحقّ فلا يعرفونه ، وعملوا بالعدوان فليس ينكرونه»(١). ونسب الخطاب لجبلة بن زحر قائد كتيبة القرّاء وجهّه لعبد الرحمن بن أبي ليلى في وقعة دير الجماجم(٢). وقيل :كان استشهاده بوقعة مسكن ، وكانت في سنة ثلاث وثمانين(٣). وقال الطبري : أجمعوا جميعاً على أنّه خرج مع من خرج على الحجّاج مع عبد الرحمن بن الأشعث ، وأنّه قتل بدجيل ، وإلى ذلك ذهب ابن خلّكان. وذكر ابن الأثير أنّ الحجّاج أمر عبد الملك بن المهلّب فحمل على أصحاب ابن الأشعث ، وحمل أصحاب الحجّاج من كلّ جانب ، فانهزم هو وأصحابه ، وقتل عبد الرحمن بن أبي ليلى الفقيه(٤). وقيل : غرق في نهر البصرة ، وقيل : فقد بدير الجماجم سنة ثلاث وثمانين ، وقيل : سنة إحدى ، وقيل : سنة اثنتين وثمانين(٥). قال ابن حبّان : غرق
__________________
(١) تاريخ الطبري ٣/٦٣٥ ، وانظر أيضاً المنتظم ٦ / ٢٤٤ ، تاريخ الإسلام ٦/١٠ ، وتجارب الأمم ٣٤٦ ، الكامل ٤/٤٧٨.
(٢) الكامل ٤/٤٧٨
(٣) الكامل ٤/٤٨٢
(٤) الكامل ٤/٤٨٣.
(٥) وفيات الأعيان : ١٢٦.