عساكر : «وانقطع ما في الحكاية من الكتاب» ، ولم أقف عليها عند غيره.
التحاقه بثورة ابن الأشعث :
ولا يدرى متى فارق الكوفة من بعد ، إذ لم أقف له على خبر أو دور لا في ثورة أبي عبد الله الحسين عليهالسلام ، ولا في ثورة التوَّابين ولا في ثورة المختار. ولعلّه ممّن سيّر إلى خراسان أو غيرها بعد هلاك زياد. والظاهر أنّه كان بالبصرة يوم دخلها ابن الأشعث ، ويغلب على ظنّي أنّه التحق منها به ، فقد روي عنه قوله : «طفت في هذه الأمصار فما رأيت مصرًا أكثر مجتهدًا من أهل البصرة»(١) والظاهر أنّه جلس للإقراء بها ؛ وبسبب من جور الأموييّن عامّة والحجّاج خاصّة انضمّ عبد الرحمن إلى ثورة ابن الأشعث ، وكان في كتيبة القرّاء(٢) ، كما انضمّ غيره من القرّاء إليها كصاحب أمير المؤمنين عليهالسلام كميل بن زياد النخعي(٣) ، وذكر الطبري أيضاً أنّ أبا الزبير الهمداني ـ وكان مع القرّاء ـ قال : «نادانا عبد الرحمن بن أبي ليلى الفقيه فقال : يا معشر القرّاء ، إنّ الفرار ليس لأحد من الناس بأقبح منه بكم ، إنّي سمعت عليّاً رفع الله درجته وأثابه أحسن ثواب الشهداء والصدّيقين يقول يوم لقينا أهل الشام : أيّها المؤمنون ، إنّه من رأى عدواناً يُعمل به ، ومنكرًا يُدعى إليه ، فأنكره بقلبه سلم وبرئ ،
__________________
(١) التاريخ الصغير ١/٢١٩
(٢) الكامل ٤/٤٧٢.
(٣) تاريخ الطبري ٣/٦٣١.