روي عن الأعمش أنّه قال : «رأيت عبد الرحمن بن أبي ليلى وقد ضربه الحجّاج حتّى اسودَّ كتفاه ، ثمّ أقامه للناس على سبِّ علىّ والجلاوزة معه يقولون : سبّ الكذَّابين ، فجعل يقول : ألعن الكذّابين عليّ وابن الزبير والمختار ، قال ابن شهاب : يقول أصحاب العربية سمعك تعلم ما يقول : لقوله : علىُّ ، أي هو ابتداء الكلام». وعند ابن سعد أنّه قال : «لعن الله الكذّابين. ثم ابتدأ فقال : علىُّ بن أبي طالب وعبد الله بن الزبير والمختار بن أبي عبيد ، قال الأعمش : فعلمت حين ابتدأ فرفعهم لم يلعنهم ، وكان من أصحابه ومحبّيه»(١). والرواية عند الذهبي أكثر وضوحاً قال : «رأيت عبد الرحمن محلوقاً على المصطبة ، وهم يقولون له : العن الكذّابين ، وكان رجلاً ضخماً به ربو ، فقال : اللهمّ العن الكذّابين ، آه ، ثمّ يسكت ، عليّ وعبد الله بن الزبير والمختار»(٢). وترد الرواية بصور متقاربة في غير مصدر كلّها تدور حول المعنى السابق.
وتذهب رواية عن ابنته أمّ بكّار نقلها ابن عساكر مقطوعة إلى أنّ عبد الملك بن مروان كتب إلى الحجّاج يأمره أن يحمل إليه عبد الرحمن وهو مقيّد ، قال : «فشخصت إليه فلمّا وقفت ببابه خرج أذنه للناس»(٣). قال ابن
__________________
(١) الطبقات ٦/١١٢ـ١١٣ ، وانظر أيضاً سير أعلام النبلاء ٤/ ٢٦٤ برقم ٩٦ ، ونقد الرجال ٣/٤٠ـ٤١.
(٢) سير أعلام النبلاء ٤/ ٢٦٤ برقم ٩٦ ، وانظر أيضاً رجال ابن داود : ١٢٨ برقم ٩٤٥.
(٣) تاريخ مدينة دمشق ٣٦/٧٨ برقم ٣٩٩٨.