أهل الكتاب»(١) ، وبين تعليله في منع تدوين الحديث للتشبّه ببني إسرائيل.
بل في المقابل : ما يعني تشبيه رسول الله الإمام عليّ بن أبي طالب بنفسه «كهارون من موسى» أو جعل رسول الله خلفاءه «كعدّة نقباء بني إسرائيل».
ألا تعني الجملتين الآنفتين من قبل عمر على وجود كِتاب معهود ومعروف بين أيدي المسلمين ، اكتفى عمر بالقرآن بديلاً عن السنّة وعمّا أراد النبيّ كتابته لهم.
وهل هناك ترابط بين التشبّه ببني إسرائيل وبين أخبار رسول الله(صلى الله عليه وآله) عن إتّباع أمّته الأُمم السابقة في قوله : «لتتبعنّ سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتّى لو دخلوا جحر ضبٍّ تبعتموهم»(٢).
بل هل هناك ترابط بين كلام عمر السابق وما جاء في كنز العمّال من مسند عمر وقوله : «إنّي كنت أغشى اليهود يوم دراستهم فقالوا : ما من أصحابك أحد أكرم علينا منك ، لأنّك تأتينا.
قلت : وما ذاك إلاّ إنّي أعجب من كتب الله كيف يصدّق بعضها بعضاً ، وكيف تصدّق التوراة الفرقان والقرآن التوراة ...»(٣).
__________________
(١) تقييد العلم : ٥٢.
(٢) صحيح البخاري ٦ / ٢٦٦٩ ح ٦٨٨٩ ، مشكاة المصابيح ٣ / ١٤٧٣ ح ٥٣٦١ متّفق عليه.
(٣) كنز العمّال ٢ / ٣٥٣.