وقد مرّ عليك سابقاً بأنّ الإمام عليّاً عليهالسلام وضّح لأبي بكر بعض الأمور المعرفية ، وبيّن له بأنّه لا يدرك عمق العقيدة الصحيحة ، وإنّ ما أفتاه في حقِّ الزهراء عليهاالسلام يخالف القرآن الكريم ، لأنّه تعامل مع الأمور بسطحية لا بعمق.
بعكس الإمام الذي ثبّت دركه لحقائق الرسالة ومكانة الرسول(صلى الله عليه وآله) ، فكان عليهالسلام يعتبر أمر الرسول(صلى الله عليه وآله) أهمّ من الصلاة ، إذ تراه لا يتحرّك حين نزول الوحي على النبيّ ، لكون رأس الرسول(صلى الله عليه وآله) في حجره عليهالسلام ، امتثالاً لأمر الله وأمر الرسول(صلى الله عليه وآله) ، حتّى كادت تغيب الشمس ، وقد فاته عليهالسلام وقت فضيلة الصلاة ، فأكرمه الله سبحانه بردّ الشمس(١).
والإمام عليّ بكلماته له الآتية صرّح بأنّه هو القرآن الناطق ، ولا يمكن فهم القرآن إلاّ به وبأهل بيته(صلى الله عليه وآله).
ففي ترجمة الإمام عليّ عليهالسلام من تاريخ ابن عساكر : «إنّ عليّاً لمّا كاتب معاوية وحكّم الحكمين خرج عليه ثمانية آلاف من قرّاء الناس حتّى نزلوا بأرض يقال لها حروراء من جانب الكوفة عتبوا عليه ...
فلمّا أن بلغ عليّاً ما عتبوا عليه وفارقوا أمره أذّن مؤذّن أن لا يدخل على أمير المؤمنين عليهالسلام إلاّ رجل قد قرأ القرآن ، فلمّا امتلأت الدار من قرّاء الناس جاء بالمصحف إماماً عظيماً ، فوضعه عليّ عليهالسلام بين يديه فطفق يحرّكه بيده
__________________
(١) المعجم الكبير ٢٤ / ١٤٤ ح ٣٨٢ و ١٤٧ ح ٣٩٠ و ١٥٢ ح ٣٩١ ، شرح مشكل الآثار ٣ / ٩٢ ، ٩٤ بطريقين ، تفسير القرطبي ١٥ / ١٩٧ ، قال ، قال الطحاوي : وهذان الحديثان ثابتان ورواتهما ثقات.