الرسول(صلى الله عليه وآله) إذ خاطب(صلى الله عليه وآله) أؤلئك القائلين بقوله : «ألا وإنّي قد أوتيت الكتاب ومثله معه»(١).
قال ابن حزم : «صدق النبيّ(صلى الله عليه وآله) هي [أي السنّة] مثل القرآن ولا فرق في وجوب كلّ ذلك علينا ، وقد صدق الله تعالى إذ يقول : (مَن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ)»(٢).
بلى إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) كان لا يرتضي الفصل بين كلامه وبين القرآن ؛ لأنّه المأمور بتبينه للناس (لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) ، وقد وافقه فريقٌ من الصحابة على هذا الإعتقاد وأنّه أهمّ من القرآن والصلاة.
ففي صحيح البخاري «أنّ أبا سعيد بن المعلّى الأنصاري كان في الصلاة ، فدعاه رسول الله(صلى الله عليه وآله) فتباطأ حتّى أكمل صلاته ثمّ جاء إلى الرسول(صلى الله عليه وآله) ، فاعترض رسول الله(صلى الله عليه وآله) على هذا التباطؤ موبّخاً إيّاه بقوله : ألم تسمع قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ)»(٣).
__________________
(١) مسند أحمد ٤ / ١٣٠ / ح ١٧٢١٣ ، وسنن أبي داود ٤ / ٢٠٠ / ٤٦٠٤.
(٢) الأحكام ، لابن حزم ٢ / ١٥٩ ، فصل فيما ادّعاه قوم من تعارض النصوص ، النساء : ٨٠.
(٣) الأنفال : ٢٤ ، والخبر في البخاري ٥ / ١٤٦ ، ١٩٩ ، ٢٢٢ من كتاب تفسير القرآن ٦ / ١٠٣ من كتاب فضائل القرآن ، ومسند أحمد ٣ / ٤٥٠ ، ٤ / ٢١١ ، سنن أبي داود ١ / ١٣٨ / ١٤٥٨ ، سنن النسائي ٢ / ١٣٩ ، صحيح ابن حبّان ٣ / ٥٦ ، المعجم الكبير ٢٢ / ٣٠٣ ، وفي سنن الترمذي ٤ / ٢٣١ / ٣٠٣٦ ، مسند الحاكم ١ / ٥٥٨.