معنىً آخر لقوله تعالى (وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) :
وقد يمكن أن نرجع جذور رؤية الاكتفاء بالقرآن دون السنّة عند عمر إلى ما أصيب به من ردّة فعل أيّام رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، لأنّه كان قد اقترح على الرسول(صلى الله عليه وآله) عدّة مرّات في الاستزادة من كتب أهل الكتاب ، والرسول(صلى الله عليه وآله) كان يغضب من اقتراحه.
«فعن خالد بن عرفطة أنّ عمر قال : انطلقتُ أنا ... فانتسخت كتاباً من أهل الكتاب ثمّ جئت به في أديم.
فقال لي رسول الله : ما هذا في يدك يا عمر؟
قلت : يا رسول الله ، كتاب انتسخته لنزداد به علماً إلى علمنا.
فغضب رسول الله حتّى احمرّت وجنتاه ، ثمّ نودي بـ : (الصلاة جامعة) ، فقالت الأنصار : أُغضِبَ نبيّكم! السِّلاح السِّلاح ، فجاؤوا حتّى أحدقوا بمنبر رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، فقال(صلى الله عليه وآله) : يا أيّها الناس! إنّي قد أُوتيت جوامع الكَلِم وخواتيمه ، واخْتُصِرَ لي اختصاراً ، ولقد أتيتكم بها بيضاء تقيّة ، فلا تَتَهوَّكوا ولا يغرنّكم المُتَهَوِّكون.
قال عمر : فقمت فقلت : رضيت بالله ربّاً ، وبالإسلام ديناً ، وبك رسولاً ، ثمّ نَزَل رسول الله(صلى الله عليه وآله)»(١).
وفي آخر «عن عبدالله بن ثابت ، قال : جاء عمر بن الخطّاب فقال : يا
__________________
(١) تقييد العلم : ٥٢.