رسول الله! إنّي مررت بأخ لي من يهود ، فكتب لي جوامع من التوراة ، قال : أفلا أعرضها عليك؟
فتغيّر وجه رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، فقال عبدالله [بن ثابت] : مَسَخ الله عقلك! ألا ترى ما بوجه رسول الله؟!
فقال عمر : رضيت بالله ربّاً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمّد رسولاً»(١).
فسؤالنا هو : هل قولاته : «وإنّي والله لا أُلبِسُ كتابَ الله بشيء أبداً»(٢) ، أو «أُمنية كأُمنية أهل الكتاب»(٣) ، هي واقعية وجاءت عن قناعة ، أم أنّها كانت من آثار تلك الصدمة التي مني بها من قبل رسول الله(صلى الله عليه وآله) حينما أتاه بجوامع من التوراة من بني قريظة(٤) ، أو من بني زريق(٥) ، أو من يهود مكّة(٦) ، إذ ترى في كلِّ تلك القضايا يغضب رسول الله(صلى الله عليه وآله) من اقتراح عمر ، لماذا؟ هل لأخذه من اليهود أم لشيء آخر؟
__________________
(١) المصنّف لعبدالرزّاق ٦ / ١١٣ / ح ١٠١٦٤ ، ١٠ / ٣١٣ / ح ١٩٢١٣ ، ومجمع الزوائد ١ / ١٧٤ ، وفيه : يا رسول الله! جوامع من التوراة من أخ لي من بني زريق ، فتغيّر وجه رسول الله ....
(٢) الجامع لمعمر بن راشد ١١ / ٢٥٧ / ح ٢٠٤٨٤ ، مصنّف عبدالرزّاق ١١ / ٢٥٨ ، باب كتابة العلم ح ٢٠٤٨٤ ، تقييد العلم : ٤٩ ، المدخل إلى السنن الكبرى ١ / ٤٠٧ / ح ٧٣١.
(٣) تقييد العلم : ٥٢.
(٤) مسند أحمد ٢ / ٦٤٩.
(٥) مجمع الزوائد ١ / ١٧٤.
(٦) كنز العمّال ١ / ٣٧٢.