عائشة وهي تشتكي ويهودية ترقّيها ، فقال أبو بكر : ارقيها بكتاب الله»(١).
تأمّل في الخبر فعائشة ـ زوج الرسول ـ تشتكي ويهودية ترقّيها!!
بهذا فأنا لا أستبعد أن تكون مسألة تخوّف عمر من التشبّه ببني إسرائيل وإتِّباع أحبارهم وترك التوراة جاءت على أثر تلك ردّة الفعل السلبية التي مني بها عمر بن الخطّاب.
كما يمكن أن يكون تعليل عمر جاء لإبعاد أنظار الناس عن رسول الله(صلى الله عليه وآله).
لأنّ الالتفات إلى أقوال وأفعال رسول الله(صلى الله عليه وآله) باعتقاد عمر بن الخطّاب هو يبعد الناس عن النصّ القرآني.
في حين أنّ هناك فرقاً كبيراً بين أقوال رسول الله(صلى الله عليه وآله) وبين أقوال أحبار بني إسرائيل ، كما أنّ هناك فرقاً بين القرآن والتوراة ، ولا يمكن لعمر ولا لغيره أن يدّعي هذا الكلام في رسول الله(صلى الله عليه وآله).
نعم ، النصوص تؤكّد بأنّ عمر بن الخطّاب كان لا يرى وجوب اتّباع رسول الله(صلى الله عليه وآله) إلاّ فيما أتى به من قبل البارئ ، ومعناه : إنّ أوامر الرسول(صلى الله عليه وآله) ونواهيه الأخرى عنده هي إرشادية يجوز مخالفتها ، لكن هذا لا يثبت يعني ما قالوه قبل قليل.
وبهذا فقد اتّضح لك بأنّ كلا تعليليه غير مقبول ؛ لأنّ كتابة حديث
__________________
(١) موطّأ مالك ٢ / ٩٤٣ ، الأم للشافعي ٧ / ٢٤١ ، المجموع للنووي ٩ / ٦٤.