الناس كلّ الناس منذ عصر رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتّى اليوم ما عدا طبقة القرّاء منهم الذين اختلقوا القراءات ...
أمّا اللغات التسع الباقية : فمنها ما اختلقها القرّاء بأنفسهم استحساناً منهم لها.
ومنها ما اقتبسوها من تلفُّظ بعض القبائل العربية لكلمة (عَلَيْهِمْ) في محاوراتهم الخاصّة بهم.
ثمّ أخضعوا كلام الله المجيد لتلفّظ تلك القبائل وهكذا اختلقوا في تسع قراءات مقابل النصّ القرآني لم ينزل الله بها من سلطان ولم يقرأها الرسول (صلى الله عليه وآله) ولا من كان في عصره سواء الصحابة منهم أم سائر المسلمين ...
قال في الموفية الثلاثين : «قرأ عمر بن الخطّاب وابن الزبير (صراط من أنعمت عليهم) أي : إنّ هذه القراءة رويت عن عمر وابن الزبير خاصّة ولم ترد في النصّ القرآني ولم ترد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، ودليلنا على ذلك أنّه قال قبله : إنّ قراءة ملك ومالك رويت عن النبيّ وأبي بكر وعمر).
وهكذا ذكر اسم النبيّ (صلى الله عليه وآله) في عداد من قرأ (ملك ومالك) بينا نسب قراءة (صراط من أنعمت) إلى عمر وابن الزبير ، ولم يذكر اسم النبيّ (صلى الله عليه وآله) في عداد من قرأ كذلك.
إذن فإنّ هذه القراءة تقابل النصّ القرآني (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) الذي توارثه المسلمون خلفاً عن سلف وجيلاً بعد جيل إلى أن ينتهوا إلى الذين أخذوه عن فم الرسول (صلى الله عليه وآله) ، وكتبوه بأمره ، ونحن نعلم أنّ