يبلغ ثلث ما قاله عمر ، ومعنى كلامه ضياع ثلثي القرآن ، فهل يقبل بهذا مسلم؟! وهل تحريف الكتاب العزيز جاء من كلام الشيعة أم من كلام عمر؟
وقريب من هذا النصّ تراه موجوداً في الصحاح والسنن :
فقد أخرج عبدالرزّاق «عن ابن عبّاس قال : أمر عمر بن الخطّاب مناديه فنادى إنّ الصلاة جامعة ثمّ صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال : أيَّها الناس لا تجزعنّ من آية الرجم فإنَّها نزلت في كتاب الله وقرأناها ولكن ذهبت في قرآن كثير ذهب مع محمّد»(١). فما يعني هذا القول من عمر؟
و «عن المسوّر بن مخرمة ، قال : قال عمر لعبدالرحمن بن عوف : ألم تجد فيما أنزل علينا (أن جاهدوا كما جاهدتم أوّل مرّة) فإنّا لا نجدها ، قال : أسقطت فيما أسقط من القرآن»(٢).
فما يعني هذا الكلام أيضاً؟
«وعن عديّ بن عديّ بن عميرة بن فروة عن أبيه عن جدّه : أنّ عمر بن الخطّاب قال لأُبيّ : أو ليس كنّا نقرأ من كتاب الله : (إنّ انتفاءكم من آبائكم كفر بكم)؟ فقال : بلى. ثمّ قال : أو ليس كنّا نقرأ : (الولد للفراش وللعاهر الحجر) فُقد فيما فقدنا من كتاب الله؟ قال أُبيّ : بلى»(٣).
__________________
(١) مصنّف عبدالرزاق ٧ / ٣٣٠ / ح ١٣٣٦٤ ، وفيه : أيّها الناس لا تخدعن ... وما في المتن عن الدرّ المنثور ٦ / ٥٥٨ ، عن عبدالرزّاق بن همّام.
(٢) الإتقان في علوم القرآن ٢ / ٦٨/ح ٤١٢٧.
(٣) انظر التمهيد لابن عبدالبرّ ٤ / ٢٧٦ ، والمتن عن الدرّ المنثور ١ / ٢٥٨ عن التمهيد لابن عبدالبرّ.