استشهد بهذا القرآن لا لأنّه قرآن أبي بكر وقرآن عمر وقرآن عثمان بل لأنّه قرآن الله وقرآن رسوله(صلى الله عليه وآله) وهو القرآن المتواتر قراءته بين المسلمين والمحفوظ في بيت رسول الله والموجود نسخة منه عند أبيه الإمام عليّ.
إذن فقبول الإمام عليّ عليهالسلام بما يسمّى بالمصحف العثماني!!! واستشهاده بآياته يؤكّد عدم وقوع التحريف فيما يقرؤون فيه ، إذ أنّ جمعهم كان جمع للمجموع على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله).
بهذا فقد اتّضح لك من مجموع ما قلناه بأنّ الخلفاء الثلاثة أرادوا التنقيص بالإمام عليّ عليهالسلام وكبار الصحابة ـ على حساب القرآن ـ ثمّ رسم البديل وتعويض الأُصول المبتناة وقد أخطؤوه في ذلك ولم يوفّقوا في أطروحتهم.
وأنّ فكرتهم السقيمة ومناهجهم الباطلة فسحت المجال لأصحاب الأهواء والحشويّين من المحدّثين وأعداء الدين لكي يدرجوا بعض الأخبار الّتي يستشمّ منها رائحة التحريف على أنّها من القرآن ، لكن القرآن بقي بعيداً لا تطاله يد التحريف ، كما أنّ تلاوة الصحابة وأهل البيت عليهمالسلام لآياته آناء الليل وأطراف النهار وفي صلواتهم وغيرها حفظته من التبديل والتحريف ، وفوق كلِّ ذلك تعلّق إرادة ربّ العالمين بصون كتابه العزيز من ذلك.
وللبحث صلة ...