اليوم.
قالوا بكلّ ذلك والإمام عليهالسلام ساكت غير معترض على ما ادّعوه من جمع الثلاثة للقرآن ، لأنّه كان صاحب القرآن الذي يقرأ به المسلمون على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وهو يعلم بأنّ منهج أولئك لا يؤثّر في حجّة القرآن بل لا يؤثّر في قراءات الناس وقناعاتهم في القرآن ، لأنّهم كانوا قد عرفوا ذلك القرآن وقرؤوه مع رسول الله ، كما أنّهم كانوا يسمعون الصحابة وآل البيت وخصوصاً رسول الله والإمام عليّ عليهالسلام وفاطمة الزهراء والحسن والحسين عليهمالسلام يقرؤون بذلك القرآن ، فلو كان الحال كذلك فلا ضرورة لاعتراضه على الخلفاء في ذلك.
والإمام عليٌّ سكت ولم يعترض عليهم لأنّ الخلفاء لم يمكنهم أن يزيدوا أو ينقصوا من هذا القرآن ، مع علمه وعلمنا بأنّهم بمنهجهم الخاطي كانوا يريدون أن يسلبوا شرف جمع القرآن بين الدفّتين من يد عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ليشرّفوا بها أنفسهم.
فلو كان هناك تحريف للقرآن على عهد أبي بكر وعمر لجهر الإمام عليّ عليهالسلام بالحقّ وصحّح ذلك للناس ، ومعنى كلامي عدم قبولي صحّة الأحاديث السابقة الّتي جاءت على لسان الصحابة ، وأنّ اعتراضي كان على منهجهم المغلوط في الجمع.
أجل ، إنّ الإمام لم يرَ في عمل الخلفاء ما يسيء إلى أصل القرآن ، فتركهم على حالهم ، وهكذا الحال بالنسبة إلى ابنه الإمام الحسن عليهالسلام فقد