وعليه فالخلفاء الثلاثة تحت مقولة : «أغنانا ما عندنا من القرآن عمّا تدعونا إليه» وقعوا في مشاكل عديدة.
منها تشريع الاجتهاد لجميع الصحابة ثمّ حصرها بأنفسهم(١) ، وأنّ القول بنزول القرآن على سبعة أحرف جاء لتبرير قراءاتهم ، وأخيراً جاء عثمان ليحصر القراءات في قراءة واحدة وهذا سبب له مشاكل كثيرة حتّى انتهت إلى قتله.
والأسوأ من كلِّ ذلك أنّهم جاؤُا ليشكّكوا في موقعية الإمام عليّ عليهالسلامالعلمية ، بل التشكيك في موقعية كلّ من قيل بأنّه جمع القرآن على عهد رسول الله وكان عالماً به مثل أُبيّ وابن مسعود وغيرهم ، لكونهم المنافسين للخلفاء في أمر القرآن.
بل ادّعوا أكثر من ذلك كقولهم بأنّ الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام كان لا يحفظ إلاّ سورة واحدة وهي سبّح اسم ربّك الأعلى(٢) ، وحلف الشعبي بالله قائلاً : «لقد دخل عليٌّ حفرته وما حفظ القرآن»(٣).
كما أنّهم قالوا إنّ رسول الله لم يخصّ عليّاً ولا أحداً من أهل بيته بشيء من العلم ؛ لأنّه (صلى الله عليه وآله) لم يترك علماً غير القرآن ، وهو الموجود بين الدّفتين
__________________
(١) راجع كتاب (منع تدوين الحديث) لنا.
(٢) بصائر الدرجات : ١٥٥ / ح ٣ ، تفسير العياشي ١ / ١٤ / ح ١.
(٣) الصاحبي لابن فارس : ٣٢٥ / باب سنن العرب في حقائق المجاز ، عن ابن قتيبة الدينوري ، وكتاب القرطين كما في البيان للسيد الخوئي.