الذي قلّ نظيره ، وامتاز ومنذ صباه بعبقرية ونبوغ فذّ لا نجده إلاّ عند بعض العظماء ممّن لا يجود بهم الزمان إلاّ نادراً ، فهو ومنذ صباه يعدّ من طليعة العلماء العاملين لخدمة الدين والمذهب ، تنقَّلَ ما بين حوزة شيراز العلمية ، وحوزة إصفهان التي كانت تزخر بجهابذة العلماء ، فدرس ودرَّس حتّى حصلت له الإجازة من أساتذته قبل بلوغه العشرين من عمره ... وأصبح من مدرّسي حوزة إصفهان الأفاضل وتخرّج عليه بها جماعة من أهل العلم والفضل(١).
هاجر إلى العراق فورد النجف في (١٢٥٩ هـ) ، فحضر في النجف على فقيه الطائفة الشيخ محمّد حسن النجفي صاحب الجواهر الذي نصَّ على اجتهاده والشيخ حسن آل كاشف الغطاء مؤلّف أنوار الفقاهة ، إلاّ أنَّ عمدة استفادته من شيخ الطائفة المرتضى الأنصاري ، فقد لازم أبحاثه فقهاً وأُصولاً إلى آخر حياته ، وكان الشيخ يعظّمه بمحضر طلاّبه وينوّه بفضله ، ويُعلي سمّو مرتبته في العلم وقد أشار إلى اجتهاده غير مرّة.
«ولمّا قضى الشيخ الأنصاري نحبه في سنة (١٢٨١ هـ) ، توجّهت الناس إلى الميرزا الشيرازي وأجمع زملاؤه من وجوه تلامذة الشيخ على تقديمه للرياسة والإذعان له بالزعامة ، إلاّ أنّ فريقاً من فضلاء آذربيجان رجّحوا الحجّة الكبير السيّد حسين الكوهكمري وأرشدوا له وارجعوا قومهم بالتقليد
__________________
(١) طبقات أعلام الشيعة : ١٣/٤٣٧.