إليه ، ولمّا توفّي السيّد المذكور عطفوا على المترجم وانقادوا له حتّى أصبح المرجع الوحيد للإمامية في سائر القارّات»(١).
وليس في كلام الشيخ الطهراني في مرجعية المجدّد الشيرازي أيّ مبالغة واغراق ، وما قاله الطهراني يؤكّده تلميذ المجدّد الشيرازي السيّد حسن الصدر في التكملة حيث يقول : «... ومن غريب الاتّفاق الذي لم يَحْكِهِ التأريخ منذ خلق الله الدنيا أن انحصر رئيس المذهب الجّعفري في تمام الدنيا بسيّدنا الأُستاذ في المذهب رئيس سواه ، كما لم يتّفق في الإمامية رئيس مثله في المطاعية والجلالة ونفوذ الكلمة ...»(٢).
فالميرزا الشيرازي قد طويت له وسادة المرجعية في النجف الأشرف عاصمة العلم والعلماء والمرجعية ، ولم يكن هنالك من ينافسه أو يجاريه في مرجعيّته ، فأصبح ـ وبحقٍّ ـ كما يقول تلميذه السيّد الصدر : «رئيس الإسلام ، نائب الإمام ، مجدّد الأحكام ، أُستاذ حجج الإسلام ...»(٣).
ومن النادر جدّاً ، بل لم نجد مرجعاً من مراجع الدين وعلماً من أعلامها قد ترك النجف الأشرف مهاجراً وباختياره وهو في قمّة زعامته الدينية ومرجعيته ، فما هي الأسباب التي دعت الميرزا الشيرازي إلى ذلك؟ ولماذا اختار مدينة سامرّاء دون غيرها من المدن؟ لقد تضاربت الأقوال والآراء في
__________________
(١) المرجع نفسه : ١٣/٤٣٨.
(٢) تكملة أمل الآمل : ٥/٣٤٨.
(٣) المرجع نفسه : ٥/٣٣٣.