بيان أسباب هذه الهجرة ، فيما يلي مجمل هذه الأقوال :
القول الأوّل : وهو ما نصّ عليه الطهراني آقا بزرك في طبقاته والأمين في أعيانه حيث قال : «... وفي (١٢٩١ هـ) تشرّف إلى كربلاء لزيارة النصف من شعبان وكان في الباطن عازماً على الخروج من النجف إعراضاً عن الرياسة وتخلّصاً من قيودها وطلباً للانزواء والعزلة عن الخلق ، وبعد الزيارة توجّه إلى الكاظمية ، ثمّ إلى سامرّاء فوردها آخر شعبان ونوى الإقامة بها ؛ لأداء فريضة الصيام ... وكان يخفي قصده ويكتم رأيه ، وبعد انقضاء شهر الصيام كتب إليه بعض خواصّه من النجف يستقدمه ... فعند ذلك أبدى لهم رأيه وأخبرهم بعزمه على سكن سامرّاء ...»(١). ويقول السيّد الأمين : «والذي يغلب على الظنّ أنّ السبب هو إرادة الانفراد لانحياز سامرّاء وبُعدها عن مجتمع العلماء ومن يدّعي العلم ...»(٢).
القول الثاني : قيل إنَّ سبب ذلك أنّه لمّا صار الغلاء في النجف سنة (١٢٨٨ هـ) وصار يدرّ العطاء على أهلها ... ثمّ جاء الرخاء عن قريب جعل الناس يكثرون الطلب عليه ، وجعل بعض أعيان النجف يفتل في الذروة والغارب لينفر الناس منه ، فتضايق من ذلك وخرج ...
القول الثالث : «وقيل إنّ سبب هجرته أنّه تضايق من وجود بعض
__________________
(١) الطبقات : ١٣/٤٣٨.
(٢) أعيان الشيعة : ٨/٤٤٥.