ذلك في جدالنا مع من يخالفنا في الدين فقال تعالى في الآية ـ ١٠٨ ـ من سورة الأنعام (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمَ)(١) وقال تعالى في الآية ـ ٤٦ ـ من سورة العنكبوت (وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلاَّ بِالَّتي هِيَ أَحْسَنُ)(٢) والمسلم أحقّ بذلك مع المسلم.
وقد ثبت أنّه كان هناك رواة يضَعون الحديث على أبي هريرة ومنهم إسحاق بن نجيح الملطي وعثمان بن خالد العثماني وابنه محمّد وهو الذي روى عن أبي هريرة أنّه دخل على رقية بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) ـ امرأة عثمان بن عفان ـ وبيدها مشط.
فقالت خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من عندي آنفاً رجّلت شعره فقال لي : كيف تجدين أبا عبدالله ـ يعني عثمان ـ قلتُ : بخير. قال : أكرميه ، فإنّه من أشبه أصحابي بي خلقاً. وهذا حديث باطل ، لأنّ رقية ماتت في غزوة بدر وأبو هريرة إنّما أسلم بعد فتح خيبر ، فلنحمل مثل هذا على أولئك الرواة ولا داعي إلى الطعن في أبي هريرة.
ردّ العلّامة السيّد عبد الحسين شرف الدين على مقالة
الشيخ عبد المتعال الصعيدي(٣)
نشرت مجلّتكم الغرّاء (الرسالة) ـ في عددها ٧١٥ ـ كلمة للأستاذ
__________________
(١) سورة الأنعام ٦ : ١٠٨.
(٢) سورة العنكبوت ٢٩ : ٤٦.
(٣) مجلّة الرسالة ١٥ جمادى الأولى (١٣٦٦هـ) العدد ٧١٨.