الفاضل الشيخ عبد المتعال الصعيدي حول كتابي (أبو هريرة) فأبرأته ممّا نال منّي ولم أتعقّبه فيما أفرط فيه من التمويه والمغالطة.
ولكن البحث العلمي فرض عليّ أن أمعن في قوله : «وقد ثبت أنّه كان هناك رواة يضَعون الحديث على أبي هريرة ومنهم إسحاق بن نجيح الملطي وعثمان بن خالد العثماني وابنه محمّد وهو الذي روى عن أبي هريرة أنّه دخل على رقية بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم امرأة عثمان ابن عفّان وبيدها مشط.
فقالت خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من عندي آنفاً رجّلت(١) شعره فقال لي : كيف تجدين أبا عبدالله ـ يعني عثمان ـ قلتُ : بخير. قال : أكرميه ، فإنّه من أشبه أصحابي بي خلقاً. [قال] : وهذا حديث باطل ، لأنّ رقية ماتت في غزوة بدر وأبو هريرة إنّما أسلم بعد فتح خيبر ، [قال] : فلنحمل مثل هذا على أولئك الرواة ولا داعي إلى الطعن في أبي هريرة».
قلتُ : لا يمكن حمله على أولئك الرواة من وجهين :
١ ـ ثبوته على أبي هريرة بالسند المتّصل الصحيح وقد أخرجه وصحّحه الحافظ الكبير إمام المحدّثين أبو عبد الله محمّد بن عبدالله الحاكم النيسابوري في كتاب معرفة الصحابة أثناء ذكر وفاة رقية ودفنها في ص ٤٨ من الجزء ٤ من المستدرك وأورده الذهبي في تلخيصه معترفاً بصحّة سنده
__________________
(١) (رَجَّلْتَ) الشَّعْرَ (تَرْجِيلا) سَرَّحْتَهُ سَواءٌ كَانَ شَعْرَك أَوْ شَعْرَ غَيْرِك. (المصباح المنير ص ٢٢١).