ما علّق عليها بأنّ المراد من (أبي جعفر) في هذه الروايات هو الطبري.
فعلى سبيل المثال : علّق على رواية الوزير المغربي التي ذكرها في سياق آية (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتاً أَوْ نَهَاراً)(١) والرواية هي : «قال أبو جعفر : عذاب ينزل في آخر الزمان على فسقة أهل القبلة ، نعوذ بالله منه» فقد علّق عليها الزهراني في مقام التصحيح قائلاً : «لم أقف على هذا القول»(٢) فمن الطبيعي أنّه لم يقف عليه لأنّ مثل هذا المضمون الروائي قد جاء فقط عن أبي الجارود عن الإمام الباقر عليهالسلام ، ويمكن العثور عليه في المصادر التي جاءت قبل وبعد الوزير المغربي(٣).
٣) لقد غفل الدكتور عبد الكريم الزهراني عن التأثير الواضح الذي تركه هذا التفسير على التفاسير الشيعية ، في حين نراه أنّه قد اكتفى بذكر ما اقتبسه بيان الحقّ محمود بن أبي الحسن النيشابوري (ت بعد ٥٥٣ هـ) صاحب تفسير إيجاز البيان عن معاني القرآن وأبو حيّان الغرناطي (ت ٧٤٥ هـ) مؤلّف البحر المحيط ، في حين أنّ مجموع ما ذكره من اقتباسهما من الوزير المغربي هو ٥ أو ٦ موارد حيث ذكر ذلك في مقدّمة كتابه وفي بعض تعليقاته ، ولكن في الجانب الآخر لم يذكر شيئاً عن اقتباس التفاسير الشيعية من تفسير الوزير المغربي مثل التبيان (للشيخ الطوسي) ، مجمع البيان (للطبرسي) ، وروض الجنان (لأبي الفتوح الرازي) ، والحال أنّ التبيان هو أوّل من نقل من المصابيح الكثير من النصوص والمضامين التفسيرية ، حيث
__________________
(١) سورة يونس : ٥٠.
(٢) رسالة الدكتوراه : ٥٥.
(٣) تفسير القمّي ١/٣١٢ ، التبيان ٥/٣٩٠.