التاسع عشر : عمر الأطرف ، ويقال له : عمرالأكبر ، ويكنّى بأبي القاسم ، وإنّما لقّب بالأطرف ؛ لأنّ فضيلته من طرف أبيه ، قال ابن عنبة النسّابة في عمدة الطالب : «قال ابن خداع : يكنّى أبا حفص ، ثمّ قال : وولد توأماً لأخته رقيّة ، وكان آخر من ولد من بني علي عليهالسلام وأمّه الصّهباء التغلبية ، وهي أمّ حبيب بنت عبّاد ابن ربيعة بن يحيى بن العبد بن علقمة ، من سبي اليمامة وقيل من سبي خالد بن الوليد من (عين التّمر) اشتراها أمير المؤمنين عليٌّ عليهالسلام ، وكان ذا لسن وفصاحة وجود وعفّة.
(حكى العمري) قال : اجتاز عمر بن عليّ بن أبي طالب عليهالسلام في سفر كان له في بيوت من بني عدي فنزل عليهم ، وكانت سنة قحط ، فجاءه شيوخ الحيّ فحادثوه ، واعترض رجل مارّاً له شارة ، فقال : من هذا؟ فقالوا سالم بن رقية(١) ، وله انحراف عن بني هاشم ، فاستدعاه وسأله عن أخيه سليمان بن رقية ، وكان سليمان من الشّيعة ، فخبّره أنّه غائب ، فلم يزل عمر يلطف له في القول ، ويشرح له في الأدلّة ، حتّى رجع عن انحرافه عن بني هاشم ، وفرّق عمر أكثر زاده ونفقته وكسوته عليهم ، فلم يرحل عنهم بعد يوم وليلة حتّى غيثو وأخصبوا ، فقال : هذا أبرك النّاس حلاًّ ومرتحلا ، وكانت هداياه تصل إلى سالم بن رقية ، فلمّا مات عمر قال سالم يرثيه :
__________________
(١) رقية بالرّاء ثم القاف والياء المثناة التّحتانية ، وفي (المجدي) قتّة : بالقاف ثمّ التاء المثنّاة الفوقانية المشدّدة ، ولعلّه الأصحّ ، فراجع ، وسليمان بن قتة ممّن شهد قتل الحسين عليهالسلام.