نره في كلام أحد من المؤرّخين مع مزيد التفتيش والتنقيب ، وإن كان ذكر في كلام أحد من أهل الأعصار الأخيرة فهو حدس واستنباط كالحدس ، والاستنباط من صاحب التحيّة ، فانّ هولاء لمّا توهّموا أنّ القبر الموجود في قرية (راوية) خارج دمشق منسوب إلى زينب الكبرى ، وأنّ ذلك أمرٌ مفروغ منه مع عدم ذكر أحد من المؤرّخين ؛ لذلك استنبطوا لتصحيحه وجوهاً بالحدس والتخمين لا تستند إلى مستند ، فبعض قال : إنّ يزيد (عليه اللعنة) طلبها من المدينة فعظم ذلك عليها ، فقال لها ابن أخيها زين العابدين عليهالسلام إنّك لا تصلين دمشق ، فماتت قبل دخولها ، وكأنّه هو الذي عدّه صاحب التحية غلطاً لا أصل له ووقع في مثله وعدّه غنيمة ، وهو ليس بها ، وعدّه غيره خبط عشواء ، وهو منه فاغتنم ، فقد وهم كلّ من زعم أنّ القبر الذي في قرية راوية منسوب إلى زينب الكبرى ، وسبب هذا التوهّم أنّ من سمع أنّ في (راوية) قبراً ينسب إلى السيّدة زينب سبق إلى ذهنه زينب الكبرى ، لتبادر الذهن إلى الفرد الأكمل ، فلمّا لم يجد أثراً يدلّ على ذلك ، لجأ إلى استنباط العلل العليلة ، ونظير هذا أنّ في مصر قبراً ومشهداً يقال له مشهد السيّدة زينب ، وهي زينب بنت يحيى (وتأتي ترجمتها) ، والناس يتوهّمون أنّه قبر السيّدة زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين عليهالسلام ، ولا سبب له إلاّ تبادر الذهن إلى الفرد الأكمل ، وإذا كان بعض الناس اختلق سبباً لمجيء زينب الكبرى إلى الشام ووفاتها بها ، فماذا يختلقون لمجيئها إلى مصر؟ وما الذي أتى بها إليها؟ لكنّ بعض المؤلّفين من غيرنا ، رأيت له كتاباً مطبوعاً بمصر ـ غاب عنّي الآن اسمه