القرى والمزارع خارج الشام حتّى تنقضي المجاعة ، فماتت زينب هناك ودفنت في بعض تلك القرى ، هذا هو التحقيق في وجه دفنها هناك ، وغيره غلط لا أصل له فاغتنم ، فقد وهم في ذلك جماعة فخبطوا خبط عشواء).
وفي هذا الكلام من خبط عشواء مواضع :
(أوّلا) : أنّ زينب الكبرى لم يقل أحد من المؤرّخين أنّها تكنّى بأمّ كلثوم ، فقد ذكرها المسعودي والمفيد وابن طلحة وغيرهم ، ولم يقل أحد منهم إنّها تكنّى أمّ كلثوم ، بل كلّهم سمّوها زينب الكبرى ، وجعلوها مقابل أمّ كلثوم الكبرى ، وما استظهرناه من أنها تكنّى أمّ كلثوم ظهر لنا أخيراً فساده ، كما مرّ في ترجمة زينب الصغرى.
(ثانياً) : قوله : (قبرها قرب قبر زوجها عبدالله بن جعفر) ليس بصواب ولم يقله أحد ، فقبر عبدالله بن جعفر بالحجاز ، ففي عمدة الطالب والاستيعاب وأسد الغابة والإصابة وغيرها أنّه مات بالمدينة ودفن بالبقيع ، وزاد في عمدة الطالب القول بأنّه مات بالأبواء ودفن بالأبواء ، ولا يوجد قرب القبر المنسوب إليها برواية قبرٌ ينسب لعبدالله بن جعفر.
(ثالثاً) : مجيئها مع زوجها عبدالله بن جعفر إلى الشام سنة المجاعة لم
__________________
الخلفاء انتقلت إليه الخلافة بعد موت أبيه سنة (٦٥ هجري) ، فظهر بمظهر القوّة ، فكان جبّاراً على معانديه ، قويّ الهيبة ، وذكر الذهبي في ميزان الاعتدال : أنّه سفك الدماء وفعل الأفاعيل ، وذكر ابن شاكر الكتبي في فوات الوفيات : «لما أفضي الأمر إلى عبدالملك كان المصحف في حجره فأطبقه ، وقال : هذا فراق بيني وبينك» ، توفّي بدمشق سنة (٨٦ للهجرة). (منه رحمهالله).