المستنجد ، وتوفّي سنة (٥٦١ هـ)»(١).
وأمّا أمّ كلثوم بنت زينب فهي التي خطبها معاوية لولده يزيد ، كما ذكر ذلك ابن شهرآشوب في المناقب ، وذلك لمّا طلب معاوية بن أبي سفيان من مروان بن الحكم ـ وكان والياً على المدينة من قبله ـ أن يخطب أمّ كلثوم بنت زينب ، «فقال أبوها عبدالله بن جعفر : إنّ أمرها ليس إليّ ، انّما هو إلى سيّدنا الحسين عليهالسلام وهو خالها. فأخبر الحسين بذلك فقال أستخير الله تعالى ، اللهمّ وفّق لهذه الجارية رضاك من آل محمّد ، فلمّا اجتمع الناس في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أقبل مروان حتّى جلس إلى الحسين عليهالسلام وقال : إنّ أميرالمؤمنين ـ يعني معاوية ـ أمرني بذلك وأن أجعل مهرها حكم أبيها ، بالغاً ما بلغ مع صلح ما بين هذين الحيّين مع قضاء دينه ، واعلم أنّ من يغبطكم بيزيد أكثر ممّن يغبطه بكم ، والعجب كيف يستمهر يزيد ، وهو كفّ من لا كفّ له ، وبوجهه يستسقى الغمام ، فردّ خيراً يا أبا عبدالله.
فقال الحسين عليهالسلام : الحمدلله الذي اختارنا لنفسه ، وارتضانا لدينه ، واصطفانا على خلقه (إلى آخر كلامه عليهالسلام) ثمّ قال : يا مروان قد قلت فسمعنا.
أمّا قولك : مهرها حكم أبيها بالغاً ما بلغ ، فلعمري لو أردنا ذلك ما عدونا سنّة رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بناته ونسائه وأهل بيته ، وهو اثنتا عشرة أوقية ، يكون أربعمائة وثمانين درهماً.
__________________
(١) تاج العروس ٣/١٩.