المتقنين بحسب ابن حبّان وأبي حاتم الرازي(١). والآخر اسمه محمَّد ، وقد تولَّى قضاء الكوفة إبّان الدولتين الأموية والعبّاسية لثلاث وثلاثين سنة ، وتوفّي سنة ثمان وأربعين ومائة(٢) ، وروى غير حديث عن أبيه(٣) ، إلاّ أنّ الصفدي قال : «لم يدرك السماع عن أبيه ، وروى عن حفص بن غياث أنّه قال : كان من أحسب الناس ، وأحسنهم خطّاً ونقطاً للمصحف ، وروى عن غير فقيه ممّن أشاد به أو ضعّفه»(٤) كما روى أيضاً عن أخيه عيسى وعن زر بن حبيش(٥) ، وغيرهم(٦) ، وذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن الإمام الصادق عليهالسلام(٧) ، وقال الشيخ الكركي : إنّ محمّدًا كان من أصحاب الرأي(٨). وقد اتّهم بسوء الحفظ ؛ سئل عنه ابن نمير فقال : «كان صدوقاً مأموناً ، ولكنّه سيّء الحفظ جدًّا»(٩). ومن غريب ما رواه ابن خلّكان أنّ محمّدًا هذا قال : «لا أعقل شيئاً من شأن أبي غير أنّي أعرف أنّه كانت له امرأتان ، وكان له حبَّان
ـ __________________
(١) مشاهير علماء الأمصار : ٢٦١ ، الجرح والتعديل ٦/٢٨١ برقم ١٥٥٧.
(٢) وفيات الأعيان ٤/١٧٩ ، وانظر أيضاً تاريخ الكوفة ٣٨٨/١٤.
(٣) الغارات ٢/٧.
(٤) الوافي بالوفيات ٣/١٨٤ ، وانظر أيضاً في عدم سماعه عن أبيه شذرات الذهب : ٢٢٤.
(٥) التاريخ الكبير ٦/٣٩٠ برقم ٢٧٣٩ ، جمهرة أنساب العرب : ٣٣٥ ، والغارات ١/٧.
(٦) أمالي الشيخ الصدوق ٤١٤/٥٤٢/٩.
(٧) رجال الطوسي ٢٨٨/٢١٠ ، وانظر أيضاً أمالي الشيخ الصدوق ٢٧٤/٣٠٣.
(٨) جامع المقاصد ١/٢١ ، وانظر أيضاً وفيات الأعيان ٤/١٧٩.
(٩) خلاصة الأقوال : ٢٧١.