أخضران ينبذ عند هذه يوماً وعند هذه يوماً»(١)؛ وقد تكون كلمة ينبذ من خطأ الطباعة أو تحريفات النسخ ، وقد يكون صوابها فيمكث ، أو المراد بها نوع من عصير التمر أو الزبيب ، أو رواية دسَّت لتشويه سمعته ؛ لأنّه من الصعب الأخذ بمعناها الظاهر في مثل عبد الرحمان ، ومن الصعب أيضاً أن يتّهم ولد أباه بتهمة تشينه. والذهبي حين ترجم لمحمّد قال : «صدوق ، إمام ، سيّء الحفظ ، وقد وُثِّق. قال شعبة : ما رأيت أسوأ من حفظه ، وقال يحيى القطّان : سيّء الحفظ جدًّا ، وقال ابن معين : ليس بذاك ، وقال النسائي وغيره : ليس بالقويّ ، وقال الدارقطني : ردي الحفظ كثير الوهم ، وقال أبو أحمد الحاكم : عامّة أحاديثه مقلوبة»(٢). ولكنّه قال عنه في تاريخه : فقيه الكوفة ومقرئها في زمانه ، ونقل عن أحمد بن يونس أنّه «أفقه أهل الدنيا» ، وعن أحمد العجلي أنّه «كان فقيهاً صدوقاً صاحب سنَّة جائز الحديث قارئاً عالماً» ، ونقل غير هذا عنه(٣). وأنت واقف على أحاديث كثيرة ، وأحكام تروى عنه في كتب الفقه المختلفة ، وذكر له الذهبي ولدًا اسمه عمران يروي عنه(٤) ، ولعمران ولد اسمه محمّد(٥) وغيرهم.
__________________
(١) وفيات الأعيان ٤/١٧٩.
(٢) ميزان الاعتدال ٣/٦٤١ برقم ٧٨٢٥ ، وقد خرَّج ما أورده الذهبي الشيخ المظفّر في الإفصاح عن أحوال رواة الصحاح ٣/٤٥٤ـ٤٥١ ، وزاد عليه.
(٣) تاريخ الإسلام ٩/٢٧٥.
(٤) تاريخ الإسلام ١٢/٣١٩.
(٥) تاريخ الإسلام ١٦/٣٧٢.