الأخبارية وتكريس الاتجاه الأصولي بشكل واسع(١).
وممّا ينقل في هذا المجال ما حدّثنا به الفقيه المامقاني في التنقيح : «أنّ الشيخ الوحيد عندما نزل كربلاء ، حضر أبحاث الشيخ يوسف البحراني أيّاماً ، ثمّ وقف يوماً في الصحن الشريف ونادى بأعلى صوته : أنا حجة الله عليكم! فاجتمعوا عليه ، وقالوا ما تريد : فقال : أريد من الشيخ يوسف يمكّنني من منبره ويأمر تلامذته أن يحضروا تحت منبري ، فأخبروا الشيخ يوسف بذلك ، وحيث إنّه كان يومئذ عادلاً عن مذهب الأخبارية ، خائفاً من إظهار ذلك من جهّالهم ، طابت نفسه بالإجابة ...
فارتقى منبر درس الشيخ يوسف البحراني وباحث تلامذته مدّة ثلاثة أيّام ، فعدل ثلثا التلاميذ إلى مذهب الأصولية»(٢).
ولم تنتهِ حدود الحوار والمباحثة عند تلامذة الشيخ يوسف البحراني بل امتدت إلى المناظرة مع أستاذهم الشيخ يوسف صاحب الحدائق بنفسه.
فقد كانت المناظرة بينهما على قدم وساق وحامية الوطيس ، حتّى أنَّ الشيخ عبّاس القمّي يحدّثنا في الفوائد الرضوية عن صاحب التكملة ، عن الحاج (كريم) أحد سَدَنَة الروضة الحسينية المقدّسة ، أنّه كان يقوم بخدمة الحرم في شبابه ، وذات ليلة التقى بالشيخ يوسف البحراني والوحيد البهبهاني داخل الحرم وهما واقفان يتحاوران وطال حوارهما حتّى حان وقت إغلاق
__________________
(١) مقدّمة الرياض : ١ / ٩٩ ـ ١٠٠.
(٢) تنقيح المقال : ٢ / ٨٥ ، ترجمة البهبهاني.