أبواب الحرم ، فانتقلا إلى الرواق المحيط بالحرم واستمرّا في حوارهما وهما واقفان ، فلمّا أراد السَدَنَة إغلاق أبواب الرواق انتقلا إلى الصحن وهما يتحاوران ، فلمّا حان وقت اغلاق أبواب الصحن انتقلا إلى خارج الصحن من الباب الذي ينفتح على القبلة ، واستمرّا في حوارهما وهما واقفان ، فتركهما وذهب إلى بيته ونام.
فلمّا حلّ الفجر ورجع إلى الحرم صباح اليوم الثاني ، سمع صوت حوار الشيخين من بعيد ، فلمّا اقترب منهما وجدهما على نفس الهيئة التي تركهما عليه في الليلة الماضية ، مستمرّان في الحوار والنقاش ، فلمّا أذّن المؤذّن لصلاة الصبح رجع الشيخ يوسف إلى الحرم يقيم الصلاة جماعة ، ورجع الوحيد البهبهاني إلى الصحن وافترش عباءته على طرف مدخل باب القبلة ، وأذّن وأقام وصلّى صلاة الصبح(١).
وفي أمثال هذه المحاورات كان الوحيد يتمكّن من خصومه ويدحض شبهاتهم ويكرّس الاتّجاه الأُصولي ويعمّقه.
٢ ـ أُسلوب التصنيف والتأليف العلمي :
خلّف الشيخ الوحيد البهبهاني من بعده تراثاً علميّاً تمثّلت في كتب وأبحاث ورسائل وحواشي بلغت ما يقرب من ستّين كتاباً(٢) كرّس البعض
__________________
(١) انظر : مقدّمة الرياض : ١ / ١٠٠ تاريخ الفقه : ٤٢٨ ـ ٤٢٩ نقلاً عن الفوائد الرضوية.
(٢) منتهى المقال : ٧ / ١٨٠ ، وانظر مقدّمة المحقّق السيّد محمّد اليثربي على كتاب العلاّمة الوحيد ـ الرسائل الفقهية ، ط. قم ، حيث قال : تضاهي مؤلّفاته ـ طاب ثراه ـ المائة والثلاثة ، ما بين رسالة مختصرة وكتب مفصّلة : ٣١.