موقفاً حاسماً وصلباً ، انطلاقا من تشخيصه لخطورة الموقف فيما إذا استمرّت هذه الحركة في امتدادها ، واستقطابها للوسط العلمي.
وفي نفس الوقت انطلق أقطاب الحركة الأخبارية في مواجهتهم لحركة الاجتهاد من خلال أُسلوب التكفير ، والخروج من الدين ، وخاصّة من قبل مؤسّسها (الأمين الأسترآبادي) الذي هو أوّل من فتح باب الطعن على المجتهدين ، وتقسيم الفرقة الناجية إلى أخباري ومجتهد ، وأكثر في كتابه الفوائد المدنية من التشنيع على المجتهدين بل ربّما نسبهم إلى تخريب الدين(١)!!
ولو استثنينا الشيخ يوسف البحراني رضياللهعنه من هؤلاء ـ حيث اتّصف بالاعتدال والعقلانية والذي يَردّ على الأمين الأسترآبادي بأنّه «ما أحسن وما أجاد ولا وافق الصواب والسّداد بما قد ترتّب على ذلك منه عظيم العناد ...»(٢) ـ لوجدنا جلّ أقطاب الحركة الأخبارية يسلكون هذا المسلك ، ويسيرون على نفس الطريقة في مواجهتهم للحركة الأُصولية الاجتهادية ، من الأمين الأسترآبادي إلى الفيض الكاشاني ، إلى الميرزا محمّد الأخباري.
وقد وصل الأمر إلى درجة : «أنّ الرجل منهم ـ من الأخبارية ـ إذا أراد حمل كتاب من كتب فقهائنا رضي الله عنهم حمله مع منديل»(٣).
__________________
(١) لؤلؤة البحرين : ١١٨.
(٢) المصدر نفسه : ٨ / ١.
(٣) منتهى المقال : ٦ / ١٧٨.