فوقف الشيخ الوحيد موقفا جليلاً صلباً سديداً في ذات الله كسر به شوكتهم ، وحدّد نشاطهم.
ومن جملة ما اتّخذه الشيخ الوحيد رضياللهعنه في هذا المجال أنّه كان يمنع تلاميذه من حضور دروس الشيخ يوسف البحراني رضياللهعنه.
يقول صاحب الروضات في ترجمة صاحب الرياض (الطباطبائي) ابن أُخت العلاّمة الوحيد وصهره على ابنته : «أنّه كان يحضر درس صاحب الحدائق ليلاً ، لغاية اعتماده على فضله ومنزلته ، وحذراً من اطّلاع خاله العلاّمة عليه ، وأنّه كتب جميع مجلّدات الحدائق بخطّه الشريف»(١).
هذا الموقف الشديد من قبل الشيخ الوحيد ، له مبرّراته العقلية والشرعية والتي شخّصها العلاّمة الوحيد ، وهو أستاذ الكلّ ، ولم تكن هنالك نزعة ذاتية أو مصالح شخصية تدعو الشيخ لاتّخاذ مثل هكذا موقف ، ولهذا نجد الشيخ يوسف البحراني رضياللهعنه يلتمس العذر للشيخ الوحيد ، وكان يسمح لتلاميذه بحضور دروس الشيخ الوحيد ، وكان يقول كلٌّ يعمل بموجب تكليفه ، ويعذر الوحيد في ذلك(٢).
وفي خطوة أخرى نجد الشيخ الوحيد يستخدم أسلوب الفتوى في مواجهة هذه الحركة وأقطابها ، فيفتي بحرمة الاقتداء بهم في ممارسة الشعائر
__________________
(١) روضات الجنات : ٤ / ٤٠٣ و ٨ / ٢٠٣.
(٢) مقدّمة الرياض : ١ / ١٠١.