التفسير الشيعي ، حيث تبدوا معالمها واضحةً اليوم في التفاسير الشيعية المعاصرة وإن تضاءل أمرها في العهد الصفوي.
ويمكننا أن نعدّ تفسير المواهب العلية ـ لملاّ حسين واعظ كاشفي المتوفّى سنة ٩١٠ هـ ـ نهاية لهذه المرحلة.
أمّا بعد ذلك فإنّنا نرى أيضاً في العهد الصفوي بين الفينة والأخرى ظهرت بعض آثار تلك المرحلة على بعض التفاسير وذلك في تفسيري منهج الصادقين وخلاصة منهج الصادقين وهما للمولى فتح الله الكاشاني (ت سنة ٩٩٨هـ) وليس من الجزاف إذا قلنا إنّ الشهيد الثاني (٩١١ ـ ٩٦٥هـ) كان أكثر ميولاً إلى المدرسة التفسيرية للشيخ الطوسي منه إلى المدرسة التفسيرية الروائية في العهد الصفوي ، هذا وإنّ الشهيد الثاني هو الشيخ زين الدين بن نور الدين علي بن أحمد ولد في جبل عامل وتلمّذ على يد كبار الفقهاء والمحدّثين من المذهب الحنبلي والمالكي والشافعي والحنفي ويُعدّ من كبار فقهاء الشيعة البارزين بالرغم من أنّه لم يترك في مجال التفسير سوى بعض الرسائل التفسيرية المختصرة ولكن ومن خلال هذه الرسائل المختصرة وبقيّة آثاره الفقهية نفهم من أسلوبه أنّه كان أقرب إلى مفسّري مدرسة الشيخ الطوسي(١) ، علماً بأنّ الشهيد الثاني كان قد تعلّم مختلف القراءات القرآنية عند أئمّة القراءات المعروفين في زمانه في دمشق والقاهرة وحظر درس التفسير عند أبرز أساتذة أهل السنّة في زمانه مثل : أبو الحسن البكري وناصر
__________________
(١) انظر رسائل الشهيد الثاني زين الدين بن علي العاملي : ٦٩٥ ـ ٧٢٢.