على : نقل الروايات ، أسباب النزول ، المواضيع الأدبية ، والأبحاث الكلامية ، و... (١) ، وقد استمرّت هذه المنهجية تقريباً في جميع التفاسير التي اتخذته إنموذجاً لها ، ولم يحصل بها إلاّ بعض التغييرات ، وعلى سبيل المثال فإنّ أبا الفتوح الرازي والطبرسي قد اتّبعا أسلوب التبيان إلاّ أنّهما كثيراً ما استفادا من الروايات السنّية في تفسيرهما ، فقد جاء أبو الفتوح بعدد ملفت للنظر من القصص والروايات السنّية التي أخذها من مصادر جديدة مثل الكشف والبيان للثعلبي ، ونرى أنّ الطبرسي قد أضاف في تفسيره بعض من روايات أئمّة الشيعة عليهمالسلام ، كما بوّب المباحث الأدبية المشتملة على الصرف ، الاشتقاق ، الإعراب ، القراءات وأمثالها تبويباً منظّماً وموضوعيّاً ، وتارة ينقل بعض المواضيع من بعض المعتزلة ممّن غضّ عنهم الطوسي طرفه عمداً ، فعلى سبيل المثال انظر مجمع البيان ٢ / ٨٤٠ و ٣ / ١٠٤ و ٦ / ٤٧٦ و ١٠ / ٦٠٣ (٢).
إنّ المرحلة الثانية في تدوين التفسير الشيعي هي من أهمّ مراحل تاريخ
__________________
(١) إنّ هذا المنهج في تفسير القرآن هو ما أعرض عنه المفسّرون في المرحلة الثالثة أي في الحقبة الصفوية حيث إنّ مفسّري هذه المرحلة كانوا لا يحبّذون هذه الطريقة من التفسير وهي مذمومة عندهم.
(٢) لقد لاحظ أكثر مخالفي الشيعة أيضاً هذا الاختلاف بين منهجية التفاسير التي اتّخذت أسلوب الشيخ الطوسي منهجاً لها وبين تفاسير الحقبة الصفوية ، فعلى سبيل المثال فإنّ محمّد حسين الذهبي كان يرى مجمع البيان للطبرسي أنّه تفسير معتدلٌ من بين التفاسير الشيعية الإثني عشرية كما كان يرى تفسير الصافي للملاّ محسن الكاشاني نموذجاً متطرّفاً من بين التفاسير الشيعية الإثني عشرية.
انظر التفسير والمفسّرون ٢/٤٤ ـ ٤٥.