إنّ المجاميع الروائية في مجال التفسير مثل بحار الأنوار ، تفسير الصافي ، تفسير الأصفى ، البرهان في تفسير القرآن ، نور الثقلين وأمثالها لم تأخذ مباشرة من التبيان للشيخ الطوسي بالرغم من أنّ أصحابها كانوا يعرفون هذا الكتاب جيّداً وحتّى أنّهم أخذوا الروايات من سائر مؤلّفات الشيخ الطوسي ولم يأخذوا من التبيان شيئاً ، ولكن عوضاً عن ذلك كانوا يدأبون في نقل الروايات عن مجمع البيان للطبرسي(١) ، وإنّ ما يلفت النظر هو أنّ بعض
__________________
يحكي بوضوح عن عدم رغبة علماء هذه الحقبة وابتعادهم عن تدوين التفاسير الجامعة للصرف ، والنحو ، والاشتقاق ، والقراءات والمباحث الكلامية وأمثالها ، حيث يقول في مقدمة كتابه : «إنّي لمّا رأيت خَدَمة كتاب الله والمقتبسين من أنوار وحي الله سلكوا مسالك مختلفة ، فمنهم من اقتصر على ذكر عربيّته ومعاني ألفاظه ، ومنهم من اقتصر على بيان التراكيب النحوية ، ومنهم من اقتصر على استخراج المسائل الصرفية ، ومنهم من استفرغ وسعه فيما يتعلّق بالاعراب والتصريف ، ومنهم من استكثر من علم اللغة واشتقاق الألفاظ ، ومنهم من صرف همّته إلى ما يتعلّق بالمعاني الكلامية ، ومنهم من قرن بين فنون عديدة ، أحببت أن أضيف إلى بعض آيات الكتاب المبين شيئاً من آثار أهل الذكر المنتجبين ما يكون مبدياً بشموس بعض التنزيل وكاشفاً عن أسرار بعض التأويل».
(١) إنّ من بين هذه المجموعات الروائية الملفتة للنظر هي ما نقله الشيخ الطوسي من تفسير الطبري من غير أن يذكر المصدر ، فإنّ بعض هذه الروايات منسوبة لأئمّة الشيعة عليهمالسلام وقد ذكرت فقط في مصادر سنّية مثل الطبري وذلك بسلسلة سند غير شيعي ، وقد نقلت لأوّل مرّة إلى التفسير الشيعي على يد الشيخ الطوسي ومن ثمّ إلى مجمع البيان ، وقد تناولتها بعد ذلك يد المفسّرين الشيعة في تفاسيرهم حيث عدّوها روايات شيعية ، أمّا المفسّرون الأخباريّون في الحقبة الصفوية فإنّهم لا يرجعون إلى